"الانفجار العظيم" بعالم روبوتات الدردشة.. من يتصدر سباق الـ AI؟

"أفضل روبوت محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي".. أكثر من 60 ألف شخص يبحثون عن ذلك شهرياً، بخلاف عمليات بحث بعبارات أخرى مثل: "أفضل روبوتات المحادثة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي"، أو "ما هو أفضل روبوت محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي؟".

يأتي ذلك في ظل ما يشهده العالم في "عصر الانفجار العظيم" الذي أحدثته تطبيقات الذكاء الاصطناعي؛ فما بدأ كمجموعة أدواتٍ قليلة، سرعان ما توسّع ليُصبح عالماً شاسعاً ومتطوراً باستمرار، يضم آلاف منصات الذكاء الاصطناعي، كلٌّ منها يدّعي أنه الاختراق القادم.

ومع توفر العديد من الأدوات والقوائم العامة على الإنترنت، فليس من المستغرب أن يشعر المستخدمون بالإرهاق عند محاولة اختيار روبوت المحادثة الذكي المناسب.

يبحث المحترفون والطلاب والمعلمون والمسوقون - من مختلف مناحي الحياة - عن أدوات فعّالة. يستكشف الكثيرون بدائل ChatGPT ، بينما يتساءل مراقبو الصناعة: هل لا يزال ChatGPT هو القائد بلا منازع، أم أن المنافسين الجادين يكتسبون المزيد من الأرض؟

دراسة مدعومة بالبيانات أجرتها منصة onelittleweb، تقدم الإجابة عن ذلك التساؤل، وتشير إلى أنه "كما أدى الانفجار الكوني الكبير إلى نشوء الكون، فإننا نشهد الآن انفجاراً في روبوتات الدردشة القائمة على الذكاء الاصطناعي والذي يعمل على إعادة تشكيل كيفية تفاعل العالم مع التكنولوجيا".

من سوق تضم أكثر من 10,500 أداة ذكاء اصطناعي تولد ما يقرب من 100 مليار زيارة ويب تقديرية ، تحلل الدراسة أفضل 10 روبوتات محادثة ظهرت من عالم الذكاء الاصطناعي المتوسع هذا.

باستخدام 12 شهرًا من بيانات حركة المرور والنمو والمشاركة - من أغسطس/ آب 2024 إلى يوليو/ تموز 2025 تمت دراسة الجاذبية لكل روبوت محادثة عالي الأداء عبر 8 مقاييس أساسية، مجمعة تحت الرؤية والزخم وتجربة المستخدم .

تشكل هذه الروبوتات العشرة مجتمعة 58.8% من إجمالي حركة مرور الويب الخاصة بالذكاء الاصطناعي، مما يثبت أنه في عالم الذكاء الاصطناعي سريع التوسع هذا، تهيمن مجموعة صغيرة من المنصات الآن على مدار اهتمام المستخدم.

وفي الدراسة، ففي الفترة المذكورة ، سجّلت سوق أدوات الذكاء الاصطناعي (التي تشمل أكثر من 10,500 أداة) ما يقرب من 100 مليار زيارة مُقدّرة للويب. ومن اللافت للنظر أن أفضل 10 روبوتات دردشة تعمل بالذكاء الاصطناعي استحوذت وحدها على 58.8% من تلك الزيارات، مما يُشير إلى تزايد اهتمام المستخدمين.

اجتذبت برامج الدردشة الآلية الرائدة هذه - التي تم تحديدها في هذه الدراسة - مجتمعة 55.88 مليار زيارة في 12 شهراً، مما عزز مكانتها كمراكز الجاذبية في عالم الذكاء الاصطناعي.

كما شهدت أفضل 10 روبوتات محادثة نموًا هائلاً: زيادة بنسبة 123.35% في حركة المرور على الويب على أساس سنوي، مضيفة أكثر من 30.9 مليار زيارة جديدة مقارنة بالعام السابق.

---

---

وتُظهر الدراسة سيطرة ChatGPT ، إذ احتل المركز الأول.. ارتفعت زياراته بنسبة 106% على أساس سنوي، من 22.6 مليار إلى 46.6 مليار. 

اعتبارًا من يوليو/ تموز 2025، استحوذت ChatGPT على 48.36% من إجمالي حركة مرور الويب القائمة على الذكاء الاصطناعي من بين أكثر من 10500 أداة.  وتُشكل روبوتات الدردشة التسعة التالية مجتمعةً 10.45% فقط .

ولا يزال نمو ChatGPT يتسارع حيث وصل متوسط الزيارات الشهرية إلى 5 مليارات شهريًا في الربع الأخير (مايو - يوليو 2025)، ارتفاعًا من 3.88 مليار شهريًا على مدار العام بالكامل - مما يعكس ارتفاعه المستدام في التبني العالمي.

أما تطبيق Grok فيحتل المرتبة الثانية -وفق الدراسة- ورغم كونه أحدث الوافدين إلى قائمة أفضل 10 تطبيقات، فقد اكتسب مكانته بفضل نمو حركة المرور المرتفع شهرياً وسنوياً، واستشهادات إعلامية قوية ، ومتوسط مدة استخدام طويل ، وعدد كبير من تقييمات متجر التطبيقات .

وتُظهر النتائج أيضاً أنه بعد أن بلغت ذروتها عند 520 مليون زيارة في فبراير 2025، انخفضت حركة المرور على الويب لشركة DeepSeek بشكل مطرد إلى 314.6 مليون زيارة شهرياً بحلول يوليو/ تموز، وهو انخفاض بنسبة 39.5% في خمسة أشهر، مما يشير إلى ضعف الزخم.

اقرأ أيضاً: عالم جديد لكبار السن.. كيف يواكبون الذكاء الاصطناعي دون أن يقعوا في الفخ؟

أما جيميني فقد سجل أكثر من 1.7 مليار زيارة لموقعه الإلكتروني خلال الاثني عشر شهراً الماضية، بزيادة قدرها 156% على أساس سنوي.

بلغ متوسط زياراته الشهرية خلال هذه الفترة 138.6 مليون زيارة ، ليصل في الربع الأخير (مايو-يوليو 2025) إلى 246.2 مليون زيارة . ومع استمرار نموه وتحسينات منصته، يبرز جيميني كأقرب منافس لـ ChatGPT ، على الرغم من أن عدد زياراته لا يزال أقل بمقدار 28 مرة اعتباراً من يوليو 2025.

كما أظهر كل من Perplexity و Claude منحنيات نمو ثابتة على مدار العام - مع أنماط حركة المرور التي تعكس بعضها البعض بشكل وثيق، مما يشير إلى تزايد ولاء المستخدم ونضج المنتج.